التعامل السليم مع
أطفالنا عند وقوع الكوارث الطبيعية
ظاهرة الزلزال كمثال
ان الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها امر حتمي سبق وجود الانسان على سطح الارض مند ملايين السنين و ان وجود الانسان على سطح الارض يفرض عليه التعايش مع هذه الكوارث الطبيعية خاصة الزلازل و هي الاكثر انتشارا من خلال فهم كيفية حدوثها و نتائج المترتبة عليها من اجل الحد من تأثيرها على الانسان ، و في موضوعنا هذا سنحاول التركيز على تأثير الكوارث الطبيعية على الاطفال و كيفية التعامل بطريقة صحيحة مع أثارها النفسية على الاطفال.
المحتوى:
أهمية مواكبة الطفل بعد الكوارث الطبيعية
الاجابة
عن استفسارات الطفل حول الكوارث الطبيعية
تدريب الطفل على خطة طوارئ
كيف تحد من خوف الأطفال من الكوارث الطبيعية؟
إعادة تأسيس الروتين اليومي
للأطفال بعد الكوارث الطبيعية
أنشطة للعب والتفاعل الاجتماعي للأطفال بعد
الكوارث الطبيعية
¨ أهمية مواكبة الطفل بعد الكوارث الطبيعية
أثناء الكوارث الطبيعية، يواجه الأطفال مشاعر الخوف
والقلق والتوتر نتيجة للتغيرات المفاجئة في بيئتهم. من خلال مواكبتهم وتوفير الدعم
النفسي والعاطفي، يمكن تقليل تأثيرات الصدمة النفسية وتعزيز قوتهم العقلية
والعاطفية كذلك، يمكن لمواكبة الطفل أن تسهم في:
1.
تحسين نضجهم العاطفي: من
خلال توفير بيئة آمنة وداعمة، يمكن تعزيز نضج الأطفال العاطفي والاجتماعي.
2.
تعزيز الاستقامة: من
خلال تحسين مهارات التحمل والتكيف، يمكن للأطفال تطوير قدرتهم على التعامل مع
التغيرات والتحديات الصعبة.
3.
تعزيز الشعور بالأمان: من
خلال توفير الرعاية العاطفية المناسبة، يمكن للأطفال أن يشعروا بالأمان والثقة في
النفس.
باختصار، مواكبة الطفل بعد الكوارث الطبيعية هي عملية
حيوية لتعزيز صحتهم العقلية والعاطفية وتمكينهم من التكيف والتعافي بشكل أفضل.
¨ الاجابة عن استفسارات الطفل حول الكوارث الطبيعية
إذا كان أطفالك في سن صغيرة، ولم يتعلموا بعد من خلال
المدرسة ماذا يعني الزلزال، يمكن أن تستخدم مصطلحات بسيطة ومناسبة للعمر لشرح
ماهية الكارثة الطبيعية وكيف يمكن أن تؤثر على المجتمعات.
إن كل طفل يتفاعل مع الكوارث وفقا لمرحلته العاطفية
والنمائية؛ فكل مرحلة تؤدي بالطفل إلى فهم جديد للعالم، وكيف تقع الأحداث،
والكوارث الطبيعية. لذلك، من المهم شرح الأحداث بكلمات يمكن للطفل أن يفهمها.
أجب عن أسئلتهم بصدق ، وتأكد من صحة شعورهم بالخوف
والارتباك. طمأنهم بأنهم آمنون وأن هناك أشخاصا يعملون للحفاظ على سلامتهم.
ü
كيف تبسط للطفل مخلفات الكارثة الطبيعية دون تخويف أو ترهيب من
الخالق سبحانه
o
بالنسبة
لأي مربي لا تتحدث عن كل الفاجعات و الموتى أمام الطفل.
o
اذا
لم تستطع الرد على سؤال طفلك حول الله والموت والزلازل والارض وغيرها من الكوارث
الطبيعية ،قل له انك لا تعلم أحسن من ملئ
أفكاره بالمعتقدات البالية .
o
حدد
معه موعد قريب حتى تتسنى لك الفرصة للبحث أو الاستشارة مع مختص ، حاول ان لا
تتجاهل الامر و كن في الموعد الذي حددت معه، حتى ان نسي هو الامر ذكره بسؤال الذي
طرح و جلس معه في مكان هادئ للنقاش معه.
o
علم
طفلك الشكر والحمد والامتنان و التنفس بعمق و العناق واستمع له أكثر مما تتحدث فتشرح
من منطلق خاطئ أو بناء على ما تسمعه من مواقع التواصل الاجتماعي.
o
لابد
من اعلاء الطاقة بدل اتباع الشفقة و الحزن والقلق و التوتر ، حاول ارجاع الفرحة
والمتعة لأطفالك.
o
دعوا
أطفالنا بفطرتهم بدل تلويثها بأفكار خاطئة.
ü
مثال لتشرح للطفل عن مخلفات الزلزال دون أن تؤدي فطرته السليمة
يمكن أن يباغتك ابنك بطرح سؤال عن أسباب ظهور الزلازل،
وقد يربطها بالخالق انطلاقا من خلفيته الدينية، الأمر الذي قد يسبب حيرة كبيرة في
اختيار أجوبة مقنعة يستوعبها فكره البريء، خاصة وأن نهاية كل جواب مقدم له تعني
سؤالا آخرا وأن النقاش قد يثير تساؤلات عن الأموات في الزلازل.
فهنا حاولت
تبسيط تفسير يمكن أن يلائم طفلك دون المساس بفطرته السليمة:
فمثل أن نقول أن الأرض
لها نظام يضمن لها أداء وظيفتها، بدءاً من حركتها حول نفسها وحول الشمس ووصولا إلى
موضوع الزلازل والبراكين، وغيرها من آيات الخلق التي تمنح الأرض شروط الحياة
المناسبة لإقامة الإنسان.
أما بالنسبة لضحايا زلزال فهم اناس يشبهوننا،
وكانت لهم حياة وأسرة ومدرسة، وفجأة انتهى كل شيء. سيشعر بالحيرة أمام مشهد ظاهره
نهاية مأساوية.
هنا تكمن الحاجة إلى أن تبسط للطفك المعنى
أن موت الضحايا هو انتقال وليس نهاية، لدى الحديث يجب أن يكون مع الطفل بلغة
هادئة، تبين لهم أن هذا الانتقال، هو انتقال إلى حيث ربنا سبحانه، إله رحمان رحيم،
سبقت رحمته غضبه، حتى أنه جعل من مات بزلزال أو نحوه في عداد الشهداء، وما أعظمها
من منزلة تلك المنزلة.
حيث أن هذه الأزمات والفواجع الطبيعية تشكل
فرصة للتنبيه الطفل وتعريفهم بربنا سبحانه وهذا التعريف ينبغي أن يستند، إلى
أسمائه الحسنى فهي ما تعرفه سبحانه و الى الجنة ونعيمها التي تعتبر مكافئة لهؤلاء
الشهداء.
أما بخصوص حاجة الطفل إلى الشعور بالأمان، لكونها حاجة نفسية أساسية للطفل، لأن
أخبارا كالزلازل والكوارث الطبيعية، تجعله يشعر وكأنها تقع كل يوم وهنا يشعر
بالتهديد و عدم الأمن.
لهذا، يجب تفسير للطفل أن هذه الظواهر
لا تقع إلا استثناء، وأن الأرض بيتنا الجميل الذي حصّنه ربنا حتى يؤوينا. أما هذه
الظواهر التي تقع بين الحين والآخر فهي الاستثناء الضروري لحياة الأرض وليست هي
الأصل.
كما أنه من المفيد تنبيه الطفل إلى أن
الله تعالى أعطى البشر نعمة العقل لإيجاد الحلول، ولقد أبدع البشر في طرق البناء
ما جعل هذه الظواهر محدودة الأثر عليهم. فالمدينة التي تضم الملايين من البشر،
ينجو معظمهم لأن البناء الحديث فيه شروط صارمة تتحسب لمثل هذه الظواهر.
وهذا يفيد لأنه يشعر الطفل أن الكبار
المحيطين به لهم دراية وعلم وتخطيط وأنه يمكنه أن يشعر بالأمان معهم.
¨ تدريب الطفل على خطة طوارئ
o
ضع
خطة طوارئ ومارسها مع أطفالك أكثر من مرة من دون أن تشعرهم بحالة من الهلع، احرص
فقط على تدريبهم على الالتزام بالهدوء والتصرف بنظام وحكمة لحين زوال الخطر.
o
تأكد
من أن أطفالك يعرفون أرقام الاتصال في حالات الطوارئ وأن لديهم وسيلة للوصول إليك.
o
علّم
أطفالك قواعد السلامة الأساسية عند الكوارث، مثل "الاستلقاء أو النزول على
الأرض وتغطية الرأس باليدين وحماية الجسم تحت منضدة أو كرسي والانتظار لحين وصول
المساعدة أو زوال الخطر" أثناء الزلازل مثلا.
¨ كيف تحد من خوف الأطفال من الكوارث الطبيعية؟
سواء كانت أسرتك أو أطفالك قد تعرضوا لخطر الزلزال
ونجوا منه، أو تابعوا أخبار وقوعه في بلدان أخرى، اتبع التعليمات التالية للسيطرة
على مشاعر الخوف والقلق لدى الصغار:
- ينبغي الحد من
التعرض للتغطية الإعلامية للكوارث الطبيعية، خاصة للأطفال الأصغر سنا.
- يجب خلق شعور
بالسيطرة على المخاطر من خلال إشراك الأطفال في إنشاء خطة الطوارئ
والتدريب عليها، هذا الأمر يساعد الطفل على الشعور بأن الأمور ستسير على ما
يرام إذا اتبعنا التعليمات، وأن الخطر ليس مجهولا، ويمكننا التحكم بقدر كبير
في خسائره وحماية أرواحنا من التعرض إلى مكروه.
- قدرتك على الحفاظ
على هدوئك يمكن أن تفعل الكثير لطفلك. شارك بعبارات بسيطة مثل شرح الطرق
التي تحاول بها التعامل مع ما حدث. وهو ما ينقل الشعور بالأمان لطفلك من خلال
التأكد بأنك والبالغين من أفراد الأسرة تبذلون قصارى جهدكم لحمايته.
- التعبير من خلال
اللعب والفن، قد لا يرغب بعض الأطفال في التحدث عن مشاعرهم أو مخاوفهم.
ساعدهم في التعبير عن شعورهم من خلال الرسم أو اللعب أو الكتابة أو أي أنشطة
أخرى مناسبة للعمر.
- تزويد الأطفال
بالمعلومات الأساسية الدقيقة التي يحتاجونها. ولكن تجنب التفاصيل، حيث
من المحتمل أن تكون مزعجة ومخيفة بعض الشيء للأطفال.
- التأكيد على دور سلطات المختصة والأبطال الذين يعملون للحفاظ على سلامة الناس أثناء
وبعد وقوع كارثة طبيعية.
- راقب سلوكيات طفلك
جيدا إذا كان ضحية في وقت ما لكارثة طبيعية، فإذا تعرض طفلك لنوبات بكاء
غير مبررة أو يعاني من نوبات أرق متكرر أو حالات الخوف والذعر التي يعجز عن
التعبير عنها بكلمات، أو الجري بلا هدف خوفا من شيء ما، أو بعض حالات التبول
اللإرادي، أو الكوابيس المتكررة، فقد يشير ذلك إلى تعرض طفلك لصدمة نفسية
عنيفة تحتاج إلى مساعدة المتخصصين.
يعد التواصل والدعم العاطفي للأطفال بعد الكوارث
الطبيعية أمرًا بالغ الأهمية. فبعد وقوع كارثة طبيعية، يمكن أن يشعر الأطفال
بالقلق والضياع والخوف، وقد يكونون في حاجة إلى الدعم العاطفي للتعافي من هذه
التجربة الصعبة.
هنا بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك في تقديم التواصل
والدعم العاطفي للأطفال بعد الكوارث الطبيعية:
· الإبقاء على الاتصال: تأكد
من الاتصال بالأطفال بانتظام ، باستخدام وسائل الاتصال المتاحة مثل الهواتف
المحمولة أو مواقع التواصل الاجتماعي. هذا قد يساعد الأطفال على الشعور بالراحة
والأمان ومعرفة أنهم ليسوا وحدهم.
· الاستماع بعناية: استمع
إلى مشاعر الأطفال وقلقهم بشكل فعّال. دعهم يعبرون عن مشاعرهم ولا تتجاهلها أو
تقلل منها. قد يحتاج الأطفال إلى فرصة للبوح بما يشعرون به.
· تقديم الدعم العاطفي: احرص
على تقديم الدعم العاطفي المناسب للاطفال. ضع في اعتبارك أن كل طفل فريد وقد يحتاج
إلى نوع محدد من الدعم. استخدم الحنان والتشجيع لمساعدتهم في التعافي والتكيف مع
ما حدث.
· إبقاء الروتين: حاول
الحفاظ على الروتين اليومي للأطفال قدر الإمكان. هذا قد يضفي على حياتهم الشعور
بالاستقرار والتنظيم.
يعد تقديم التواصل والدعم العاطفي للأطفال بعد الكوارث
الطبيعية أمرًا هامًا لمساعدتهم على التعافي والتكيف مع التحديات التي قد
يواجهونها. من خلال الاستماع وتقديم الدعم المناسب، يمكننا تعزيز صحتهم العقلية
والعاطفية في ظل الصعوبات التي تواجهها.
¨ إعادة تأسيس الروتين اليومي للأطفال بعد الكوارث الطبيعية
بعد حدوث كارثة طبيعية، قد يتأثر الأطفال بشكل كبير
نفسيًا وعاطفيًا. لذلك، من المهم جدًا إعادة تأسيس الروتين اليومي لهم، وهذا
يساعدهم على استعادة الشعور بالأمان والثقة في العالم من حولهم.
1.
التثبيت والتوجيه: يساعد إنشاء جدول زمني
محدد وتنظيم الأنشطة اليومية على تثبيت وتوجيه الأطفال. يمكن أن يكون ذلك بتحديد
مواعيد النوم والاستيقاظ وتناول الطعام وممارسة النشاطات البدنية والعب.
2.
الحفاظ على الاستقرار: من
المهم أن يبقى الروتين مستقرًا ومنتظمًا قدر الإمكان. هذا يساعد الأطفال على تحسين
التنظيم الذاتي والتكيف بشكل أكبر مع التغيرات الناجمة عن الكارثة.
3.
التواصل والدعم: يجب
على الأهل أو المربين أن يتواصلوا مع الأطفال ويقدموا الدعم العاطفي لهم. يمكن
استخدام الحديث واللعب والتعبير الفني كوسائل للتواصل ومعالجة المشاعر السلبية
التي قد يشعر بها الأطفال.
4.
المرونة: يجب
أن يكون الروتين مرنًا وقابلًا للتعديل. يجب أن يتم تحسينه وتغييره بناءً على
احتياجات ورغبات الأطفال.
5.
التذكير بالأمان: يجب تذكير الأطفال
بإجراءات السلامة وأنهم في أمان. يمكن استخدام اللعب والمناقشة لتعزيز شعور الأمان
والثقة.
¨ أنشطة للعب والتفاعل الاجتماعي
للأطفال بعد الكوارث الطبيعية
بعد حدوث كارثة طبيعية، يجب أخذ الاحتياطات اللازمة
والتفاعل مع الأطفال بطريقة تساعدهم على التعامل مع الصدمة واستعادة الحياة
الطبيعية بسرعة.
o
أنشطة لتعزيز التعبير: أعط الأطفال
الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم من خلال الرسم والكتابة أو اللعب بالألوان.
يمكن استخدام هذه الأنشطة للتخفيف من التوتر والقلق الذي قد يشعرون به.
o
اللعب التعاوني: قم بتشجيع الأطفال على
اللعب معًا والتعاون في إنشاء مشاريع أو ألعاب جماعية. هذا يساعد على بناء الروابط
الاجتماعية والاستفادة من دعم بعضهم البعض.
o
القصص والروايات: استخدم القصص والروايات
للتحدث عن الكوارث الطبيعية ومشاعر الأطفال المتصاعدة. يمكن أن توفر هذه الروايات
إطاراً لفهمهم ومساعدتهم على التعامل مع التحديات التي قد يوجهونها.
o
اللعب في المساحات الآمنة: قم
بإعداد مساحات آمنة للأطفال للعب والاسترخاء. قد تكون هذه الأماكن في المنزل أو في
المدرسة. يساعد هذا النهج في تعزيز الاستقرار العاطفي والنفسي.
o
المشاركة في الأنشطة المجتمعية: شجع
الأطفال على المشاركة في الأنشطة المجتمعية المحلية، مثل العمل التطوعي أو
الانضمام إلى نوادي وفعاليات مختلفة. هذا يساعد على بناء الثقة والتواصل مع
الآخرين.
باختصار، يجب على الأهل والمعلمين توفير بيئة مستقرة
وداعمة للأطفال بعد الكوارث الطبيعية. من خلال اللعب والتفاعل الاجتماعي، يمكن
للأطفال التعامل مع التحديات والبدء في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.
يمكنك الاطلا ايضا على:
تحبيب الطالب في الدراسة من خلال استغلال الفضول العلمي للطفل
كيفية التعامل مع الخوف والرهاب
التعامل السليم مع أطفالنا عند وقوع الكوارث الطبيعية
10 طرق عملية لإدارة مشاكل الغضب
العنف المدرسي اسبابه،أشكاله،أثاره والحلول
المشاكل التي يعاني منها المراهق في المدرسة وكيفية التعامل معها